ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية
مقتطفات - تم النشر بتاريخ 21-08-2022
0

بلغت أسعار المواد الغذائية أعلى مستوياتها على الإطلاق في فبراير 2022. وزاد سعر سلة الغذاء الأساسية، أي الحد الأدنى من احتياجات أسرة في الشهر، بنسبة 351% في لبنان، تليه سوريا بنسبة 97%، ثم اليمن 81%. مر العالم بأزمات غذاء مشابهة في 2008 و 2011، لكن ما يميز الأزمة الحالية هو أنها نتاج تشابك عدد من المشكلات المعقدة، سنذكر ثلاثاً من أبرزها:

المشكلة الأولى: كورونا
بدأ تزايد الأسعار إثر حالات الإغلاق التي تسببت بها جائحة كورونا في 2020، ما أخلّ بسلاسل التوريد المسؤولة عن نقل السلع والخدمات من المنتجين الى العملاء. اضطر المزارعون الى سكب الحليب وترك الفواكه والخضروات تفسد بسبب نقص السائقين المتاحين لنقلها. وكدّس الناس السلع الغذائية خوفاً من نقص المنتجات، كما قامت الدول بتخزين مواد غذائية أساسية وفرض قيود على التصدير.

المشكلة الثانية: تغير المناخ
اشتدت مخاوف الدول بشأن الأمن الغذائي بسبب تفاقم ظاهرة تغير المناخ، لأن الإنتاج الزراعي مهدد بموجات من الجفاف والفيضانات والحرارة وحرائق الغابات وتقلبات الطقس الحادة. ينتج عن هذه الظواهر وما يرتبط بها من تفشي الآفات والأمراض خفض كمية الإنتاج وجودته، وبالتالي نقص إمدادات السوق العالمية وارتفاع أسعار الغذاء.

المشكلة الثالثة: الحرب الروسية الأوكرانية
أوكرانيا سلة خبز عالمية تتصدر مع روسيا إنتاج محاصيل زراعية أساسية مثل القمح والشعير والذرة وعباد الشمس. لكن الصراع أوقع دماراً شديداً بالموانئ والبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا فتضررت شبكة توزيع الغذاء العالمية المتهالكة أصلاً بسبب آثار كورونا وتغير المناخ.

ضرر الحرب علينا
دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستورد أكثر من نصف وارداتها من الحبوب من أوكرانيا وروسيا. من المقدر أن تتسبب الحرب في زيادة أعداد المصابين بنقص التغذية في دول مثل لبنان ومصر والسودان واليمن وليبيا. وحتى الدول الأقل اعتماداً على دولتي الصراع مثل السعودية والجزائر والمغرب تجابه مخاطر الأمن الغذائي بسبب تأثير الأزمة على الإنتاج العالمي للحبوب.

مهددات أخرى للإنتاج الزراعي
روسيا هي المصدّر الرئيسي للأسمدة التي تعد مفتاح ارتفاع نسب أهم المحاصيل الزراعية في العالم: الأرز والقمح والذرة. تعطلت مبيعات الأسمدة بسبب العقوبات الغربية على موسكو وتجنب شركات الشحن منطقة البحر الأسود لدواع أمنية. كما زادت أسعار الغاز الطبيعي الذي يدخل في صناعة الأسمدة، والذي تحتل روسيا المرتبة الأولى عالمياً في تصديره والثانية في إنتاجه بعد الولايات المتحدة.

والآن .. لو كنتم تعملون في الزراعة فستجدون أنفسكم أمام ثلاثة خيارات صعبة:
• زراعة محاصيل تتطلب عناصر غذائية أقل.
• تقليص مساحات الزراعة.
• تقليل كميات الأسمدة المستخدمة.
رغم علمكم بأن ذلك سيؤدي الى تقليل غلة المحاصيل، بينما يستمر ارتفاع تكاليف الزراعة.

تفاؤل وقلق
رجحت تقارير أن أسعار الغذاء ستبلغ ذروتها هذا العام ثم تنخفض تدريجياً في 2023، في حال استمر الإنتاج الزراعي للحبوب وانحسرت توترات الحرب في أوكرانيا. في المقابل، يتوقع مسؤولون غربيون أن تستمر أزمة الأسعار لسنوات بحكم تعقد المشكلات التي تغذيها واستمرار روسيا في مهاجمة الموانئ الأوكرانية.

مخاطر أزمة الغذاء
ارتفاع معدلات الجوع له تأثير مدمر على الأفراد والأسر والمجتمعات:

• إصابة الملايين بسوء التغذية واحتمال معاناة الأطفال من آثار نقص النمو مدى الحياة.

• إخراج الفتيات من المدرسة وإجبارهن على العمل أو الزواج.

• إقدام الأسر على رحلات خطرة عبر القارات من أجل البقاء.