“جورج أورويل هو الأخ الأكبر”.. الروائي البريطاني الذي ظل طوال عقود أيقونة الديمقراطية والنضال ضد الأنظمة الشمولية، ووُصف بأنه أهم روائي سياسي في القرن العشرين، يبدو أنه لم يكن إلا نموذجا آخر من النماذج التي انتقدها بشدة في رواياته. هل كان جورج أورويل واشياً معادياً للثورة في الخفاء؟
كشفت وثيقة سرية لوزارة الخارجية البريطانية، أُفرج عنها عام 1996 بعدما تجاوزت الحد القانوني لبقائها تحت بند السرية، عن معلومات صادمة تخص الروائي الإنجليزي الشهير “جورج أورويل” صاحب “1984”، الذي يعد رمزاً عالمياً للديمقراطية والتقدمية.
أورويل واشياً
تواصل “أورويل” عام 1949 عن طريق صديقته “سيليا كيروان” مع وحدة شبه سرية خاصة بالدعاية الحكومية تسمى وحدة البحوث الإعلامية، للوشاية بمجموعة من المثقفين والشخصيات العامة على خلفية انتماءاتهم السياسية.
قائمة أورويل السوداء
تضمنت اللائحة التي أعدّها “جورج أورويل”، وأُطلق عليها لاحقاً “قائمة أورويل”، 38 اسماً وصفهم الروائي الإنجليزي بأنهم شيوعيون متخفون يتعاطفون مع سياسات ستالين والاتحاد السوفيتي، ونصح السلطات الحكومية بالتعامل معهم بحذر.
ما خفي كان أعظم
احتوت القائمة في البداية على 135 اسماً، قبل أن ينقّحها “أورويل” ويحذف منها لأسباب الوفاة أو لأنه قرر أثناء المراجعة أن هؤلاء الأشخاص ليسوا شيوعيين تماماً، وجاء في القائمة أسماء شهيرة مثل “شارلي شابلن”، بالإضافة الى العديد من الممثلين والمخرجين والمفكرين والصحفيين.
وعنصري أيضاً
لم يكتف “أورويل” في قائمته بالإشارة الى الانتماءات السياسية للشخصيات فقط، بل إنه تطرّق للدين أيضاً، حيث كان يكتب بجوار الشخصيات اليهودية عبارة “يهودي” بين أقواس.
شهوة الانتقام
رفضت الحكومة البريطانية إبان الحرب العالمية الثانية نشر رواية “مزرعة الحيوان” لـ”جورج أورويل”، حيث اعتبرتها تُهين السوفييت الذين كانوا حلفاء للإنجليز في هذا الوقت، ورغم ذلك اختار “أورويل” الانحياز الى حكومته والتنكيل بأعدائه السياسيين.
ربما كان على حق؟
أشار “أورويل” في قائمته الى صحفي بريطاني يدعى “بيتر سموليت”، ووصفه بأنه “يعطي انطباعاً قوياً بأنه عميل روسي”، وبعدها بسنوات كشفت وثائق أرشيف الاستخبارات الروسية أن “سموليت” كان عميلاً للسوفييت بالفعل.
المصدر: الجزيرة ميدان